السبت، 22 نوفمبر 2008

(( اللعب بالمقدرات البشرية





























يمكن للجيل التالي أن يعرف بوضوح أكثر مما نعرفه الآن بالكيفية التي يتم فيها تخريب العالم لأن الأبعاد الإنسانية بدأت تعبر عن نفسها شيئاً فشيئاً مع وضوح الرؤية في قراءة المتغيرات التاريخية والأسباب المؤدية إلى تنوع العقل البشري في وجود ارتباط تنوعي في بنائه العام .
فالشعور المتزايد وطاقة البحث والاستشفاف في استنتاج المعرفة المتوسعة لاكتشاف العوامل المؤدية للنزاع والتباين في تقدير المخاطر وأثرها على البنية الإنسانية العامة . عوامل متعددة يمكن أن تحدث انقلاباً في بنية الشعور العام في نظام التأكيد على التواصل الإنساني .
فالمتغيرات الجارية في هذا العالم وما يرافقها من أزمات كالحروب التوسعية والمنظمات القابلة للانفجار المتنوع والمشكلة لإحداث خلل في النطاق المحلي وعلى دفعات مترافقة بالضرورة مع الحاجة إلى تشكيل ذرائع غايتها إرباك المناطق المتنوعة والتآمر المتزامن مع الحكومات المحلية والأجهزة السرية العاملة على تنشيط الإرباك الدائم وخلق المشاكل لإعادة ترتيب الخرائط الجغرافية وإعادة ترتيب العقل بما يتوافق مع المخططات الجهنمية وإشراك تدخل الكلاب أحياناً في تشكيل المواقف المتعلقة بالمسائل الخطيرة والناشئة لتشكيل مواقف مترافقة مع النهج المتفق عليه في الدهاليز السرية وبيوت رأس المال القادرة على تحديد كمية الطعام الداخلة في فتحات الأفواه البشرية , بما يتفق مع تحديد الجمل المركبة والمصطلحات في نظام العقل المرتبط بها والمنفعل مع تحريك الأزمات على الأرض بما يؤدي إلى إدخال برامج هدامة تعيق البناء السليم للحياة الإنسانية.
واقع يخلق الشعور الملتهب في النفوس ويجعل القلق صفة مترافقة مع النمو البشري والخوف الدائم من أعداء الحياة وإمكانية خلق الحوافز لنشر الدمار في وجود العالم بكل ما وصل إليه من تطور وتقدم في المجالات العلمية كافةً.
لا يمكن إلغاء الروابط المترافقة مع النزاعات الإقليمية المتوترة باستمرار والمحافظة على إبقائها في حالة توتر واقع مصطنع ومكشوف عندما يبدأ العقل تشكيل أجوبة واضحة وضرورية حول المسائل المعقدة في العالم والمناطق التي يتم فيها الانحراف نحو الخطر الأكيد مع الوضوح في طبيعة هذا الخطر ومجراه وعمقه في التأثير على المقدرات البشرية , مع ارتفاع الأصوات الدالة على حقيقة المسببات المرتبطة بهذا النزاع وما يرافقه من خلل يؤثر على القائمين على حمايته وتوجيه منحاه العام , وعندما تتزعزع الثقة في إمكانية بقائه في خدمة مصالحهم يتم وضع برامج مغايرة لتأجيج هذا النزاع في اتجاهات مغايرة.
فالخطة النصفية لكل قرن تتطلب إجراءات عملية لتغيير لعبة التوازن وجر الحياة البشرية إلى متاهات تضليلية في اتجاهات أخرى فالبشرية تتساءل لماذا يتم خلق أساليب متغيرة في التعاطي مع الأحداث الجارية في مناطق مختلفة من العالم , ولماذا يريدون ترتيب الحياة بشكل متقلب ومتغير , والظهور بمظهر حماية السلم والأمن الدوليين .
لقد استغرق التركيز على بناء الدول القومية فترة لا يستهان بها منذ بداية القرن الماضي وتم انتقاء الشعارات والبرامج الدالة لقيام دول قومية مؤثرة في نطاق محيطها الجغرافي والتركيز على بنية موحدة للعقل في التعاطي مع البنية القومية والمسائل المرتبطة بها في الوقت نفسه كان هناك توجه لتفكيك الشعور القومي وإظهار محتوى العجز في بنيته العامة وعدم قدرته على المواكبة المستمرة مع تغير مستوى الأحداث المرتبطة بالواقع القومي ومنطق التطورات المنبثقة عن مهام وأولويات مختلفة ظهرت مع واقع جديد ينجرف مع مهام العولمة القادمة.
ما هو المغزى إذاً من ظهور عقول تنادي بالحرية والإنسانية للجميع ولماذا لا تترك هذه العقول الأفكار تعمل وفق المنطق الصحيح ؟
أعتقد سيتم وضع العراقيل أمامها لإظهارها بأنها فاشلة في قراءة نظام الحياة وطبيعة تشكيلها من جديد ولماذا التركيز بأن العالم غير قادر على الحياة وفق منهاج يتطلب إحياء الجميع.
لقد بدأت عقول الخفاء بالتخطيط والتلاعب منذ بداية هذا القرن لوضع المسائل الممكن اشغالنا بها مائة سنة أخرى حتى تأمن إمكانية اللعب بقدراتنا وطريقة تعاطينا مع الأحداث والمتغيرات الجارية والمصطنعة في تركيبة الوجود القادم .
بدأنا نعرف أن التركيز على مفاهيم ديمقراطية ضمن جماعات طائفية وعرقية في كيانات منعزلة يمكن إقامتها كواقع احترازي وحذر للتحكم بمقدراته بسهولة نظراً لضعف الموارد وطريقة التواجد المنعزل وغيرها من المسائل القادرة على إبقاء التنوع معرضاً للاضطرابات وعدم القدرة لصناعة حضارة تتطلب التواصل الجماعي والتوافق البشري للوصول إلى مهام مشتركة تؤمن وقف انتشار التخريب على هذا الكوكب بجميع مكوناته الحية والعاقلة.

ليست هناك تعليقات: